قلب ينبض بالحياة
( هذه قصة زميلة كانت معي بالجامعة ، حكتها لي بعبرة تنصت لها العقول وتشغف لها القلوب لأخذ الدروس المعتبرة ، في مدونتي كتبتها وكأنها هي من تحكي ! )
استمتعوا وتعلموا ^_^
كانت بدايتي مع جونو لأرى عواصف الحياة مع
حقيقتها المرة، مع هذه النقطة الهائجة أكملت مشوار العاصفة في حادث سير أليم،
أفقدني قواي الجسدية، ولكن ظل قلبي ينبض بالحياة، وأغوص بعزيمتي بين حروف دفاتري
وكتبي،،،،
هكذا همست لي رائعتي نبض الحياة يومها كانت طالبة من كلية العلوم بالسنة الثانية .....
كانت البداية مع جونو:
كنت طالبة بالصف الثاني عشر حينما داهمنا
الإعصار،، توغل في بيوتنا ليفقدنا كل شيء،، بقت أرواحنا تتحدى، تناضل بكفاح،، ما
زال هناك أمل بالحياة ،،،
نعم كنت طالبة، بعدها لم يكن لي أي كتاب
يذكر، بدأت بالجذور عندما أعطيت وغيري كتبا جديدة، صفحات بيضاء لم يكن لي فيها
بصمة أثر سابقة، لأعود بقلم الرصاص أتحدى وأغرس فوق معارفي السابقة معارفَ جديدة،،
بعدها رحلت من الصف الثاني عشر بشهادة شرف إلى صرحي الشامخ ،، جامعتي "جامعة
السلطان قابوس" .
دخلت الجامعة لأبدأ دراستي مع المستوى
الخامس من مستويات اللغة الإنجليزية، فتحت صندوق قريحتي لأسطر شغفي في طلب العلم
مع هذه البدايات البسيطة ، وما لم يخطر على البال قد خطر، وبصمتُ بصمة التوقف مع
نهاية هذا المستوى دون خوضي لامتحاناته ليكتب لي القدر صياغة حياة جديدة مع حادث
سير، سطر لي أناملا من الأمل والألم في كشكول حياتي ....
بعد ثلاثة أيام صحوت من نومي لأجد نفسي على
سرير يحدثني بما بقى لي من دقائق الحياة،،
كل شيء في داخل جسدي يصرخ....
أملي بالحياة هي قطرة ندى تسقط من على
الورق، لتتلاشى بعدها !!
نعم صحوت من نومي لأسأل نفسي:
أين أنا؟
متى جئت لهذا المكان؟؟
ما الذي حدث؟؟؟
بدأت الذاكرة تعود،،، نعم تذكرت أني كنت
أود أداء بعض المهام الدراسية، بعدها خرجت مع عائلتي بالسيارة، ونقع في حادث سير
...
سألت من حولي بصوت ضعيف:
أين أمي؟
أين أهلي؟؟
سألت عن من كان في الحادث،
بمرور دقائق أوتي بأختي في السرير، ووضعت
بجانبي...
كان يقال لي:
لا تحركي رأسك، فقط اسمعيها
................"لم أر وجه أختي"
ما التقطه بضع كليمات، تسألني فيها أختي عن
أخباري، فرددت عليها:
أنا بخير ما دمتي
بخير........................... هكذا كانت تقول لي أسماء
"قد تبقى أيام قليلة ويتوقف النبض، أو
تبقى هكذا فاقدة حركة أعضائها إلى الأبد ما لم نسارع بإجراء العملية ...."
هناك إصابة بالدماغ ...
آخر فقرات عمودها الفقري معرضة للهشاشة في
أية لحظة ...
خلل في وظائفها الفسيولوجية...
إصابة في فكها العلوي ...
رضوض في يدها ...
هكذا فاجأنا الأطباء ..................!!!!
"ما زال قلبي ينبض بالحياة، وما زال
صبري يكتنف بين جوانحي، وما زالت الروح تحدثني عن أمل لأسير بقدماي أخطو من جديد
خطوات المتعطش الذي يصبو أن يغترف من دروس الحياة آفاقا ما فوق الثريا .... نعم
سأعود إلى الجامعة ..."
بعد مرور أسبوعين تقريبا، وفي خضم المعركة
يصلني خبر روح حلقت أنفاسها إلى بارئها الرحيم ...
تلك الروح كانت روحي الثانية ...........
ففي لحظة وجودي على سرير المرض وفي إحدى
الزيارات أفاجأ بقول أحدهم :
"البقية في عمرك!!"
بدون شعور، وبدون الحاجة إلى السؤال، كنت
أعلم أن الراحل أمي ...
صفحات القدر تلتف من حولي، وسكنات النفس
تعتصر في داخلي، صراع لا أعرف إلى أين سيؤول به المصير؟؟
"أملك بالشفاء بسيط جدا ، وإن شفيت
فهذا يعني بقاؤك على سرير المرض قرابة شهرين،،"
الكل يصر بالسفر إلى الخارج ، وأنا ما
بداخلي هو الشفاء بسرعة، والعودة لإكمال دراستي بالجامعة ..................
الكل من حولي يردد:
"انسي الجامعة الآن، وفكري في وضعك
الحالي"
هكذا مر الحال، وجه لا يرى سوى سقف غرفته،
لساني عاجز عن الحديث بتلك القوة التي عهدتها ،،، إذا لا حديث، لا حراك، لا مشي
............
"إلهي كل من حولي يمشون، يتحدثون
يضحكون ويمرحون،، أوليس لي أمل بالرجوع؟؟، ربي أسألك الرحمة في خضوع، فارحم عبدا
ضعيفا يرتجي رحماك يا أرحم الراحمين"
حينها عَلًقْتُ آمال الصبر في ملف السكون
الذي ظل قابعا في الكيان ..............
هنا مجازفة، هنا إحدى الأمرين لا مفر
منهما، إما نجاح العملية وتعود أسماء كما كانت، وإما فشلها وهذا يعني قبوعي في
الفراش لأجل غير مسمى ....
الكل كان متخوفاً ورافضاً إجراءها؛ مبررا
في ذلك أمل السفر بالخارج ومعالجتي هناك، ما عدا شخص واحد، شخص يرى أن قاموس
الحياة بما فيه من أبواب وفصول ما وجد إلا لوضع النقاط على الحروف في مناطقها
الصحيحة، ما كان ذاك الشخص سوى أنا في وسط محيط رفع شعارات الرفض ....
دخلت غرفة العملية، واستغرقت العملية حوالي
ثمان ساعات، كانت المفاجأة التي أذهلت الجميع من حولي، هو نجاحها،، ربي هو اللطيف
الرحيم، وهو على كل شيء قدير ....
صحيح أنني نجوت بأعجوبة،
ولكن هناك ما زال وقت طويل حتى أقف وأمشي بعدها لا يأس
فوضت أمري للبارئ ............... حياتي
كلها لرحماني، ومشوار الخطوة يبدأ بألف ميل ...
حدث ما كان الكل شطب عليه بلائحة الاستسلام
....
بفضل راحمي بدأ جسدي يتحرك!!
كنت كالطفل الذي بدأ ينقلب في أشهره
الأولى!!
بعدها وقفت ..
وبعدها مشيت..
العودة إلى الجامعة والتفوق
بجدارة:
صحيح رحل الفصل الأول من سنتي الأولى
بالجامعة، ولكن عدت بالفصل الثاني؛ لأكمل دراسة مستويات اللغة الإنجليزية،، وعندما
باشرت دخول المقررات كان يشغل بالي كيف غدى عقلي بعد تلك الصدمة التي تلقاها في
الحادث؟؟؟؟
أمامي كتب تود من صاحبها عقل صابر، ونفس
تواقة للتحدي،،
وضعت رسائلي السلبية في سلة المهملات، وعدت
برسائل إيجابية سطرت فيها ملامح الإبداع عن قرب ............
أنهيت سنتي الأولى وحصلت على درجة الشرف بفضل
ربي، إنه كريم ودود .......
صفحات من الشكر أبعثها إلى
والدي العزيز الذي
طالما حاول رسم الابتسامة على مخيلتي دائما
وسط حالتي العصيبة، و لأهلي وأقربائي وأصحابي من أعطى بيده كرما في دفتر حياته
وحياتي.
رسالة الكاتبة:
كلمات أبعثها لمن في الجامعة وخارجها، هي
كلمات بسيطة ولكن عسى أن تبقى بريقا يتلألأ في الوجود:
"إن القلب الذي ينبض بالحياة، إنما هو
قلب التمس من رغيف الماء فأدرك في قطراته ينبوعا ممزوجا بالأمل والصبر، محفوفا
بالإيمان واليقين،، إن الحياة لا تنتهي بمجرد عاصفة تجتاح
النفس........................ اجعل من خطك المستقيم نورا يستضئ به روحك
والآخرين"
خريف
الجامعة 2007
استاذتي العزيزه:
ردحذفرائع ما خطه قلمك و الاروع الوعاء الادبي الذي اختارته قريحتك المبدعه دائما تجربه عميقه تحمل بداخلها معنى الامل و باب التفاؤل و الحياه
في انتظار جديدك
طالبتك....
حاملة المسك بالفعل يا عطر الجنة
حذفحروفك مسك عطر صفحتي
شكرا لك
احيانا لا تبتسم لنا الحياة تغلق ابوابها و تسد فتحات النور، حينها يجب ان نبتسم و نتذكر اليس الله بارحم الراحمين!!
ردحذفشكرا لاضاءة زوايا قد اظلمتها الحياة
دمت متألقة
وشكرا لعبقك المستمر في المتابعة والتعليق غاليتي كوثر
حذفمن لا يؤمن بشي .. لا يحقق اي شي
ردحذفمتابعتك المستمرة في التعليق الراقي يريح معلمتك .... أراحك ربي دنيا وآخرة أم منار ^_^
ردحذفاستاذتي الغالية ,,,
ردحذفيا من اعطيت للحياة قيمة,,,
يا من غرست التميز و معانيه في جدران ثانويتي,,,
لكي نحلق في سمائها ,,,
لذا ارسل لك وساما من النور بعدد نجوم السماء,,,
***ما اجمل كفاحك ايتها الروح البيضاء , فلا تستسلمي ابداااااا للحياة***
لست أنا من كافح في هذه القصة يا ضوء القمر .... ^_+
حذفإنها ذكريات لصبر زميلتي أسماء البوصافية ...
عززز الله من قدرها