السبت، 12 أغسطس 2017

" الزجاجة كأنها كوكب دري "

" الزجاجةُ كأنها كوكب دريٍ "







عندما نقع في الأخطاء والتي قد تصل لمستوى فادح من مسميات الآثام والذنوب، تنتاب بعضنا نوبات هستيرية حول الزلات المميتة التي تمكنت من السيطرة على نزواتنا لتأتي بكل وحشية وتقع !!
الأشد إيلاما هو اليقين التام بأنه إن لم يرانا أحد ولم يكن هناك ثمة أثر لأنفاس من البشر بيننا وقت وقوع آثامنا، هو أننا نعلم أن الله محيط بنا كل الإحاطة ويشعر بأدنى ذرة من شهيقنا وزفراتنا، فكيف بسوء ما نقع فيه لحظتها ؟؟!!



كم من المرات التي أتعجب فيها من نفسي وأراجعها مرات ومرات، وأزيد عجبا حول مقدرتي في بساطة ظلمها، إننا ماكثون كثيرا في ظلم أنفسنا وأرواحنا وقلوبنا ونحن لا نشعر، نحتاج لكأس بارد جدا؛ لنضمد ظمأ ريقنا الفارغ، نعم أنا هنا أقر بنفسي قبل الغير ولن أوجه نصائح لغيري قبل أن أتلبس شريطا نقي الجوهر ولباسا أبيضا يرجع أنفاسي لطبيعتها، تتنفس بهدوء!



قرأت اليوم عبارة غزتني غزو المقصود، واختارت سهما ثاقبا يجرحني؛ لأستوعب وأستيقظ واستحي !!
لقد كانت " أن الشيء الذي تتركه بالمنطق، من العيب أن ترجع له بالعاطفة "
أوليست مؤلمة ؟؟!!



جدير بنا أن نكبر، نعم نحن أو أنا إلى الآن لم أشعر أنني كبرت على الرغم شارفت على دخول الثلاثين من عمري، لم أشعر أنني كبرت كما كبر غيري عقلا وروحا وقلبا، بعيدا تماما عن تلك التحديثات الفسيولوجية التي تنمو في حشاشة جسدي، لدي رغبة جامحة  لأن أشعر " أنني أصبحت كما أصبح غيري مصباحا، لا فتيلة معطلة في الصحيفة الملائكية، كجمال الكوكب الدري"

"المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري"



لجة غامضة تلك التي تعتريني في داخلي، والسلام الداخلي حري بأن يكون له موقع في سريرتي، تنقضي السنون ونتهافت خلفها نعاتب تقصيرنا، وكان من الصحة أن نكون مدركين أن مكاننا في الجنة لا في الأرض الآن ولا في سرمديات الدنيا، حتى لا نظل نكرر العتابات التي لا طائل منها سوى إرضاء أنفسنا بأنه لا زال لدينا الضمير والصحوة، ولكن أين النتيجة ؟؟!!



يكفيني عبثا بسنوات عمري، تخطيت مليارات الثواني وأنا طفلة، لا بد أن أحترم خلايا عقلي التي تحملت فراغات بلهاء؛ لا بد أن أسدل رأسي احتراما لها؛ تقديرا لتحملها ظلم نفسي، نورا لا بد أن أتشبث به، احتضنه بين دفتي يديً، ثم أطلقه دربا خفيا كان أو ظاهر العطايا، كل ما في الأمر أننا نحتاج لأن نشبع الروح وجل حياتنا جميل الفعال؛ لتسحق بقايا آثامنا وضحالة اليم إلى عمق اليم وطهارته، نحتاج لأن نلتمس الجزاء الرباني الذي نتجاهله تكبرا، بينما هو رحمة من الله حين نعاقب، كم من الجزاء الذي زارنا ليوقظنا، ولكن سذاجة إمرئ تغافلت تلك الرحمات المخفية !!

فصبرا يا روحي على تلك الرزايا ولا تقعي، وصبرا يا روحي على الحق فإنك حتما فائزة ...

" والعصر (1) إن الإنسان لفي خسر (2) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات 
وتواصوا بالحق وتواصو بالصبر (3) "

                                                                                         
 صدق الله العظيم

السبت، 26 نوفمبر 2016

جذل !!

جذل !!

نتيجة بحث الصور عن صور طبيعة




1.   رأيت في مبدأ الأخذ والعطاء مثالا كدورة الماء في الطبيعة، ترتشف حرارة الشمس المياه من الأرض، وبعد مضي فترة من الزمن تعود المياه لمكانها السابق أو في مكان آخر، هكذا عندما نعطي بسخاء دونما حسبان ورجاء منتظر، امنح الآخرين، وفي يوم من الأيام إما سيعود  العطاء لك أنت بالذات، وإما أن تجد عطاءك قد امتدت جذوره لغرباء غير الذين عرفتهم، هنا يكون عظمة السخاء وتجليات النوايا الصادقة ..




2.   أي تجانس عظيم ذاك الذي أودعه ربي في بدايات سورة إقرأ !!

سيكرمك الله عندما تقرأ !!
" إقرأ وربك الأكرم"

لا استزادة في التفسير وسرد السطور، وصل المعنى لمن يقرأ الآن ..




3.   عندما تعمل على نصح الآخرين ولا تجد النتيجة، فتوقع أربعا :
_ إما الخلل الجوهري في المرسل وطريقته
_ أو في المستمع ومدى تقبله ووعيه الداخلي
_ أو أن الله قد أودع اجتهادك لتكون نتائجه في يوم أجمل
_ أو ربما كان الصمت هو الحل الوحيد لتجد الحل




4.   عظيم هو ذاك الانسان المتزن، الذي يعلم كيف ينصف في المواقف!

بديع حينما يرى أن عقله أولى في اتخاذ القرار ..
جميل حينما يدرك أن قلبه لابد أن يكون له مكانا في موقف آخر..
ذكي أيما ذكاء حينما يتحايل في استخدام الاثنين في زمان آخر ..
عبقري حينما يجد لروحه مستقر في كل زمان ومكان .. 



الجمعة، 15 أبريل 2016

أمنيات خالدة



أُمنياتٌ خالدة







من يعرف للسّحر حلاوته ..
سيترك صداقات السهر المغنجة .. !!

علمتُ أن للسكون أمنيات خالدة ..
صافحت شغاف قلبي بمعجزات صامدة ..!!

ذاك السكون الذي يحتضن الهدوء على غزل الروح .. !
وتلك الدعوات القادمة من الحنايا .. لتغزو قصائد البوح .. !

فتروي ظمأ عطشانٍ إلى لذة العشق الرباني ..
وتُعلِم أنفاسي المنتظرة للدواء ..
أنني الآن بين ثنايا السحر .. أتلقى وصال ربي  .. !!
فتزهد النفس .. وترمي عثراتها بعيدا عن عتبات الضرر ..

نعم هي تلك اللحظات التي تسلبني لشوق اليقين ..
وبإيمان تهفو أذكاري بطيب اليمين ..

أسبح ذا الجلال بدموع الطامعين ..
وعلى تقوى الاستغفار .. هناك من وراء الستار مَعِين كنزٍ ..
في سورة نوح .. وللأسرار الخمسة جمال حبٍ من رب مُعِين .. !!

تمكنوا من ملذاتكم ..
واجعلوا جل لذاتكم بياض روحٍ في السحر ..

للرب "إياك نعبد وإياك نستعين" ... 

الثلاثاء، 19 يناير 2016

رداء الأمومة .. وابنتي صديقتي


رداءُ الأمومَـــــــــة .. وابنتَي هي صدِيقتي





علمتني أمـــــــي ...
والحنين للحنان .. سره في الغياب .. !!

أمي :
علمت أن للغياب هاجس قاسٍ .. يؤدبني دونك ..
ينتشلني من الأوجاع .. إلى أسرار أوجاع غيرها ..
وللغياب مزيج معانٍ من الداء إلى الدواء ..
وبين الداء قوة جسد ..
وفي الدواء رغد العناء ..
بعيدا عن مسببات السعادة ..
هي أنا .. نفسي سعيدة ..
فقط ......... قربك أمي !!
                                                                  ابنتك : ............




علمتني ابنتـــــي ...
وللوفاء كأس مقدس .. تعرفه الأمهات .. وتعشقه القوارير .. !!

ابنتى :
 لا تكوني بليدة ..
وخطي ملامح الحبور على ترابٍ بجو حفيدة ..
تتأرجح بخفة ..
وعلى نسيم الغبار الطائر ..
تراقب برقة ..
بؤبؤ عينيك جميل حين يتسع ..
جاذب حين يبتسم ..
شيئا فشيئا .. كوني فاتنة ..
طفلة في الأربعين يوما .. وعلى اكتمال البدر .. أنتِ فاتنة .. !!!
لا وجود لصفراء قانية ..
ولا تجاعيد مهموم لثانية ..

كوني سعيدة ..
وعلى جبينكِ خطي سجلات ابتسامات حالمة ..
لا شخبطات فقيرٍ .. يعشق الحزن .. داهية .. !!

كوني سعيدة ..
وراثة جوهرية ..!
من خفة ظلك .. اسمكِ يعشقون .. يهتفون ..
اطمئني ابنتي .. فالراحة التي تسري في جسد أمك .. هي حتما رداؤك ..
                                                                        

                                                           أمـــــــــك : ...........


الأحد، 10 يناير 2016

كُرباتي لربّي




كُرباتي .. لربّي




ربي بك عرفت للملاذ سمو المعنى .. وللذل رفعة في العزة تحكى ..!!

قصتي معكَ باختصار .....
أنني في يوم تقت للاحتضار .. واشرئبت عروقي سم الانتظار ..
نسجت خيوط الوهن في بصمة إصبعي .. وتركت أغنية اليأس تلامس مقلتي ..
قليلا وأسافر حيث سافرت شياطين أحلامي ..
وأرسم على شواطئ السرحان مذكرات أوهامي ..
حتى هبّت نسائم الروح على أعتاب شرفتي الصارخة :

قفِ ........ !!!!
لا تتركي لشرفاتك لحظات من القصور.. لتختفي !
استيقظي .. وازرورقي .. 
كوني لربك سُجّدي ..
وبين دفات النور .. ارحلي !!
لشغف الثريا في السماء .. اسطعي !!
ولملاذ ربك .. لا تهجري !!

ربي ...
" إني لما أنزلت إلي من خير فقير "
"منطلقا .. ببابك أستجير .."
وفي محرابك يا سلوتي .. حلم طويل .. هو ذلك الفوز الكبير!!












الأحد، 17 مايو 2015

حقنات محمدية






عندما تتحدث الصحف عن ( نتنياهو ) بين ليلة وضحاها، وتتهافت الأقوام تهافت النسور لقراءة ما وراءه من خبر ، فهذا يعني بأنه بصمة جاذبة بغض النظر عن محاسنه أو مساوئه !!


عندما يضخ الإعلام خبر انتهاز ( مايكل جاكسون ) قمة الهرم في معازف موسيقاه الصاخبة ، ستتهافت الضباع لاغتنام فريستها الغنائية في وقت قياسي !!

لأنهم ولدوا على فطرة نتنياهو وعشوائية مايكل واحتدام فلاديمير وصدامات جورج وطرب كارينا ، فما عرفوا للتهافت أحقية المعنى الصائب في القواميس، ولا شغف البحث عن مشاهير التاريخ، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت من التفكير، وضاق عليهم الفكر من أوسع أبوابه ، فما عرفوا لاسم ( محمد ) غير حروف أربعة، نطقوها في الأوراق حبرا خاويا ، واليوم الذي يعلن فيه عن الفيلم المسيء لمحمد سيخرجون بالمظاهرات من مشارق الأرض ومغاربها ويقولون : " بل نحن قوم مسحورون " !!

فهل كان الفيلم المسيء من ضواحي الدنمارك هو الهزاز المؤقت للتحيز المحمدي يومها ؟!
إنني لا أوجه العتاب للأمة المحمدية جمعاء، فهناك من هو أفضل مني في مصطلحات الحب المقدسة، ويعلم بواسع خبرة الكون من هو محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ؟
 فليس عقلي بموسوعة محمدية، ولا سجلات مرئية كشفت تاريخ محمد بأكمله ؛ لأنني باختصار أول المقصرين في كشف سيرته، وقراءة منهجه ، وأحتاج لأن أتشرب بحقنات محمدية !!







" ليتني كنت معهم؛ فأفوز فوزا عظيما" عبارة طالما راودتني بين فينة وأخرى، ذاك الزمان الذي يتخايلني اتجاهه، فأعيش بين محمد وآل البيت عيشة الصالحين الأبرار، ليتني كنت معهم وبين مجالس محمد؛ فيبشرني بروح طامعة مني برؤيا الصالحين ، أو صحبة الجنان، أو شربة هنيئة معه على فيض سلسبيل ...
محمدا يا روح الكون وعظيم أسراره، محمدا يا أبجدية لغات العالم بأسرها، محمدا يا بلسم الهم وضماد أتراحه ، فيك الكلم يرقى، والقلم يصفى، والقلب يكون أوفى، فلا الفكر ينحرف للتزييف، ولا العقل ينشغل بالتسويف، عندما كلها تعلن ألحان الحديث عنك بلا تجديف .

جميلة هي الحياة عندما تكون محمدية، تستيقظ على شغاف أخلاقه، وتنام على جنبات هديه، وتستقي من جمال رحيقه، وترسم من ( صلى الله عليه وسلم ) لوحة قدسية نبوية .

ضخوا في أبنائكم عشق السيرة المحمدية، علموهم منذ نعومة أظفارهم أن الغرام المحمدي غرام السنة واتباعها، لقنوهم دروسا نبوية خالصة، واجعلوا من سلسلة الحكايات نهجا تربويا ساميا، اجعلوا محمدا بينهم حضارة ، فإن كانت الحضارة هي معنى لتقدم البشرية، فمحمد صلى الله عليه وسلم قائد التقدم على رحاب الأرض وحاكم الأمة فكرا وعقلا وروحا .

يا من صنعت حدائق ذات بهجة في سرب الصالحين، وعلمتهم بأن " لا إله إلا الله ، محمدا رسول الله " هي قوة المؤمنين، أعلنها بعمق روحي كلها : " أحبك يا غرالميامين "


سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .




الجمعة، 6 فبراير 2015

اغتراب مؤقت !!

                                                                                       





في الثالث من شهر ( آب ) حزمت حقائب سفري ، حيث وقعْتُ على التصريح الحادي عشر من مغامرات السفر ، وجدت نفسي بين متاهات ( مدينة بورنموث Bournemouth ) /  ( مدينة شاطئ الفم ) في جنوب غربي بريطانيا، و الذي حاز على جائزة أفضل شاطئ على مستوى العالم ...



                                    شاطئ بورنموث في أقل زحامه غير المعهود


 هناك بين ذاكرة ممشى الريف المتمدن على ما يبدو بينهم، إلا أن في نظري فهي في قائمة زحام المدن الراقية عندما لا أتعايش بمثلها في خارطة بلاد العرب حديثا ، تلك المدينة التي تستقطب في صيفها كما هائلا من العرب للدراسة، لتجد نفسك بينهم إما شخصا مرموقا ، أو عنصرا ممقوتا ، حينما تجد أن ثقافة العرب والإسلام رصعت بصورة عمياء وهي الأغلب أو بصورة مثلى وهي الأقلية ، وجدت نفسي في بورنموث الهادئة الصاخبة بين من يرحب بك كمسلم مثالي في العالم أو كمسلم إرهابي يجب الحذر منه أو حتى التخلص منه ، فلا عجب حينما رأيت بأم عيني أن مسلما جاء من الخليج بصورة خاصة ، فيشوه رغبته في طلب العلم بصورة عامة، ويحتقر مقعده في معهده أو جامعته بفخر وجلالية غريبة .. !!



                          إحدى قاعات النقاشات بمقر دراستي طالما اعتدت دخولها مرارا للنقاش


 مؤلم حينما أستاذتي ( Amma ) قالت لي : " الخليجي يأتي للدراسة متفاخرا بماله ، وأكثر تفاخرا بغيابه عن المحاضرات، لا أعلم عن أي دين أنتم فيه لتأتوا بالقيم الخرافية وكأنها أساطير؛ لأنها شعارات خريط لا تطبق لديكم" !!
أردفت الرد عليها بالصمت وانتكاسة وجه خجل؛ فما تقوله صحيح .......... ولكن !!
أكملت ( Amma) حديثها بابتسامة : " إلا أن العماني منفرد بطبعه ، فكل العمانيين الذين صادفتهم هنا مختلفين تماما عن بقية العرب، فهم قادمون برغبة شديدة ويرجعون لبلادهم بشهادة جديرة "
طالعتها بعجب وتعجب اختلطتها ابتسامة ترجي وقلت : " الحمد لله " ...
وإن كنت لا أعلم هل ما أردفته من حديث أخير يستحق الصواب ولو بنسبة 80% ؟! 


                                 

                
                                         إحدى أنظمة نقل الحافلات بالمدينة


كنت أخرج من المنزل قبل بدء المحاضرة بساعة تماما، أحتاج إلى عشرين دقيقة مشيا للوصول إلى محطة الباصات، أو ما يسمى ( Yellow Bus 3 ) فقد كان محددا، ذاك الذي يوصلني إلى معهد / كلية ( انجلو كونتيننتال ) ، فالانتظار له وقته هناك، وفي كل صباح ضبابي أو ممطر أجد نفسي ربما الوحيدة التي تتقلد مظلتها تجنبا للمطر، وأما من حولي من المنتظرين فالأمر عادي جدا بالنسبة لهم؛ فقد اعتادوا ، وأنا عربية صحراوية لم أعتد ،،
 تلك المحجبة التي يناظرها الكل بعجب وخوف ومقت، وما علي إلا أن أولي شطر وجهي نحو زاوية تشعرني بالأمان، إلى أن يصل الباص المنتظر وأتقلد الحافلة بل كوكب المريخ كما أسميتها حتى أمتطي مقعدا آمنا ، وأحسب بالدقائق لحظة وصولي للمحاضرة مهرولة، عائدة بذكرياتي يوم أن كنت طالبة تكره التأخر هروبا من أي موقف محرج يومها .......

وإن كنت أذكر مرة وأنا لا زلت في دراستي ببورنموث أنني وصلت متأخرة ، وكان التأخر بسبب قلة الباصات في صبيحة إحدى الأيام يومها، إلا أنه لا مهرب من تعليقات الزملاء لحظة دخولي القاعة وأستاذتي ( Amma ) متعجبة من عدم اعتيادي للتأخر، إلا أنني بدون النظر لتعليقاتهم الصاخبة ومن تحدث فيهم ، رددت : " الخلل في خدمة الباصات يا أنتم "
، وفتحت كتبي وتابعت درس الإنجليزية مدعية لحضرة عقلي التائه الفهم  ..





                                                     
                                                    إحدى باحات انجلو كونتيننتال الدراسي


( زوين ) !!
هو الاسم الذي اعتدت سماعه من أساتذتي في انجلو ، مع الأيام ألفته طالما بين مسميات التصغير في عربيتي له مكانه ، فقد كانوا يجدون صعوبة في نطقه ، ونحن نألف أسمائهم ، فكثرتها في الروايات والإعلام تلعب دورها ...

حقيقة كنت أركز كثيرا على طرائق تدريسهم بحكم أنني أعمل بنفس مكانهم في بلدي، صفحة في سجل المحاضرات لكتابة الدرس، وهوامش مهمة بالنسبة لي لاصطياد وتدوين طرق تدريسهم ، فقد كانت بحق ممتعة لأبعد الحدود ، باختصار ( احترمت إخلاصهم بعدد شعراتهم البيضاء في رأسهم لبعض من أساتذة انجلو )

كنت في كل مرة أعود للمنزل ، أمر على مقبرة بورنموث الشهيرة فتذكرني ببرنامج
 ( خواطر ) الإعلامي المشهور في رمضان ، حيث كان للأستاذ أحمد الشقيري إحدى اللقطات الطريفة فيها  ....





                                   مقبرة بورنموث والطابع الديني الذي يكتسيها


أما عن شارع العرب في بورنموث الذي يسبق مكان إقامتي بكيلومترات بسيطة، وأنا أطلقت عليه ( شارع العرب الغربيين ) الذي يعتبر مرتعا لفساد بعضهم للأسف، وإن كنت لا أريد نبذ هذا الشارع وهدية انجلترا الخاصة، ولكن فيه من الإيجابيات الجمه التي نفعتني كعربية مسلمة في هذا المكان، حيث تستطيع فيه ارتياد المحلات العربية والمسلمة وارتياحك للتجار العاملين فيها ....




                                           شارع العرب في بورنموث


أرياف بورنموث وأحياؤها السكنية يمنع فيها دخول الحافلات والشاحنات، فقط السيارات العائلية الخاصة، وهذا ما كسب المناطق السكنية هدوءا لافتا فيها ....!!
كنت فقط أسمع دعابات الأطفال في الريف قبيل المغرب من على شرفة غرفتي حينها ..





                                            جمال الأحياء في بورنموث





                                            إحدى واجهات مقر إقامتي


شكرا للهدوء الساحر الذي قطنته برهة من الزمن، شكرا أيها الهدوء الساحر الذي يخبئ في داخله صراعات مباغتة في الديانات فأكسبني مسؤولية الرد بالحجة والبرهان عن ديني، شكرا للهدوء الساحر الذي علمني أن مقعد الدراسة لا يستحقه أي مغترب إلا المخلص منهم، شكرا لشارع العرب الذي أخبرني بأن بعد الغروب اسدلي ستار الليل ، لأن الظلام هناك أشبه بالشبهة التراجيدية، شكرا لمنطاد بورنموث الذي أمهلني في اللحظات الأخيرة هناك التقاط عدسة جوية للهدوء الساحر ،
شكرا ( لأبي مازن ) الذي امتطى أمتعته معي ليعلمني مغامرة الاغتراب !!





                                       صورة جوية التقطها  من المنطاد في آخر يوم لي بمدينة بورنموث 






                                                          منطاد بورنموث التنزهي





                                                    أشهر منتزهات بورنموث في مركز المدينة